Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي


الفَرق بين الفِرَق لعبد القاهر البغدادي

 

صدر حديثًا كتاب “الفرق بين الفرق”، لـ”عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي” (ت 429 هـ)، تحقيق ودراسة: د. “كوثر إرشاد محمد” و “شاكر بن أحمد العمري”، نشر: “دار البلد للنشر والتوزيع”، و”دار الفضيلة للنشر والتوزيع”.

 

وأصل هذا الكتاب أطروحتان علميتان لنيل درجة الماجستير في العقيدة من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تقدم بها كل من “كوثر إرشاد بن محمد” عن رسالة بعنوان: “الفرق بين الفرق تأليف عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي (429هـ) من بداية الكتاب إلى نهاية الفصل الثالث في ذكر القدرية المعتزلة من الباب الثالث دراسةً وتحقيقًا”، و”شاكر أحمد العمري” عن رسالة بعنوان: “الفرق بين الفرق تأليف عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي (429هـ) من بداية الفصل الرابع في ذكر الفرق المرجئة من الباب الثالث إلى نهاية الكتاب دراسةً وتحقيقًا” وذلك تحت إشراف كل من د. “عبد الله بن سليمان الغفيلي”، و د. “غالب بن علي العواجي”.

وكتاب “الفرق بين الفرق” هو مرجع غني عن التعريف في الحديث عن الفرق الإسلامية، وقد استوعب غالب مقالات الفرق الموجودة في عصره وما قبله، منذ بدء ظهور الفرق إلى نهاية القرن الرابع الهجري، العصر الذي شهد أصول غالب الفرق الموجودة إلى عصرنا الحاضر.

وبيَّنَ “عبد القاهر بن طاهر البغدادي” أنه ألفه استجابةً لرغبة طلبته في شرح حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، وحتى يبيّن لهم الفروق بين هذه الفرق، ومعالم الفرقة الناجية، فجعله في خمسة أبواب، واشتمل كل باب على عدة فصول إلا الباب الأول الذي خصّصه لحديث افتراق الأمة وبيّن أن مقصود النبي هو الفرق العقائدية، ثم تطرق في الباب الثاني إلى كيفية افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، وخصص الباب الثالث لبيان مقالات الفرق الضالة، والباب الرابع للحديث عن الفرق المنتسبة للإسلام وليست منه، ثم ختم في الباب الخامس ببيان أوصاف الفرقة الناجية.

ومنهج الكتاب في الطرح هو محاولة عد وحصر الاثنين وسبعين الفرقة الأخرى غير الفرقة الناجية مستندًا لحديث النبي – صلى الله عليه وسلم -، والحديث مذكور بسنده وبطرق وألفاظ مختلفة، فيتحدث الكتاب عن أمة الاسلام وعقائدها وأصولها، وعن أهل السنة والجماعة، ويصنف الفرق الأخرى، ومن اختلف منهم وكيف بدأ اختلافهم، ثم يتطرق لتفرقهم مرة أخرى بداخل الفرق.

والكتاب ملئ بالمسائل العقدية التي يذكرها المصنف، ومنها بعض المسائل التي خالف المصنف فيها مذهب السلف رحمهم الله، وقد جاء هذا التحقيق للكتاب لتلافي أخطاء الطبعات السابقة للكتاب، مع التنبيه على تلك المسائل المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة.

 

 

ونجد أن هذه المراجعة التاريخية لفرق المبتدعة قديمًا الذين جنوا على ماضي المسلمين، كما أنها دراسة حاضرة كذلك من حيث إنها تكشف عن جذور البلاء الذي شتت قوى المسلمين وفرقهم شيعًا، وجعل بأسهم بينهم شديدًا، إلى جانب معرفة ما يطرأ على العقيدة الإسلامية الصحيحة من أفكار وآراء هدامة مخالفة لحقيقة الإسلام بعيدة عن طرقه الواضحة.

وعبد القاهر البغدادي (توفي عام 1037 م) هو أبو منصور، عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي التميمي، متكلم من أئمة الأصوليين وأعيان فقهاء الشافعية. ولد في بغداد ونشأ فيها ثم رحل مع أبيه إلى خراسان واستقرّ في نيسابور، وتفقه على أهل العلم والحديث، وكان من شيوخه “أبو عمرو إسماعيل بن نُجيد النيسابوري” شيخ الصوفية بنيسابور (ت 366 هـ) و”أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني” أحد الأئمة الثقات في الحديث (ت 365 هـ) و”أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني”، العالم الفقيه بالأصول (ت 418 هـ).

كان البغدادي ماهرًا في علوم كثيرة، وفي علم الحساب خاصة. وكان عارفًا بالنحو، وبرع في علوم الدين، فاشتهر اسمه وبعد صيته. ولما مات شيخه “الإسفراييني” قام مقامه في التدريس بمسجد عقيل، فأملى سنين، واختلف إليه الأئمة فقرؤوا عليه، وكان منهم “ناصر المروزي” و”زين الإسلام القشيري” وغيرهما.. وقيل إنه كان يدّرس في سبعة عشر فنًا. ولما نشبت فتنة التركمان في نيسابور فارقها إلى إسْفَرايين سنة 429هـ/1037م فابتهج الناس بمقدمه، ولكنه لم يعش فيها إلا زمنًا يسيرًا فقد مات في السنة ذاتها ودفن إلى جانب شيخه “أبي إسحاق”.

وقال عنه قاضي القضاة “تاج الدين السبكي” في “طبقات الشافعية الكبرى: “الإمام الكبير الأستاذ أبو منصور البغدادي إمام عظيم القدر جليل المحل كثير العلم حبر لا يساجل في الفقه وأصوله والفرائض والحساب وعلم الكلام، اشتهر اسمه وبعد صيته وحمل عنه العلم أكثر أهل خراسان”.

وقال عنه “عبد الغافر الفارسي”: “هو الأستاذ الإمام الكامل ذو الفنون الفقيه الأصولي الأديب الشاعر النحوي الماهر في علم الحساب العارف بالعروض ورد نيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر وكان ذا مال وثروة ومروءة وأنفقه على أهل العلم والحديث حتى افتقر، صنف في العلوم وأربى على أقرانه في الفنون ودرس في سبعة عشر نوعًا من العلوم، وكان قد درس على الأستاذ أبي إسحاق وأقعده بعده للإملاء مكانه وأملى سنين واختلف إليه الأئمة وقرأوا عليه”.

كان البغدادي ذا مال كثير، أنفقه على العلم والحديث، ولم يكن يسعى بعلمه ليكسب مالًا. صنف في العلوم المختلفة، وأكثر مصنفاته في علوم الدين، ومنها:

“تفسير القرآن”.

“الناسخ والمنسوخ”.

“التكملة في الحساب”.

“تفسير أسماء الله الحسنى”.

“فضائح المعتزلة”.

“فضائح القدرية”.

“فضائح الكرامية”.

“تأويل متشابه الأخبار”.

“تأويل المتشابهات في الأخبار والآيات”.

“الإيمان وأصوله”.

“نفي خلق القرآن”.

“الصفات”.

“تفسير الأسماء والصفات”.

“بلوغ المدى في أصول الهدى”.

“معيار النظر”.

“العماد في مواريث العباد”.

“إبطال القول بالتولد”.

“شرح مفتاح ابن القاص”.

“التحصيل في أصول الفقه”.

“الملل والنحل”.

“نقض ما عمله أبو عبد الله الجرجاني في ترجيح مذهب أبي حنيفة”.

“التكملة” في الحساب وهو الذي أثنى عليه الإمام فخر الدين الرازي في كتاب “الرياض المونقة”.

ومن أجلّ كتبه كتاب “الفَرْق بين الفِرَق”.

وكتاب “أصول الدين”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى