نابليون بونابرت فى المنفى.. القصة الكاملة
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم الذكرى الـ 207 على مغادرة نابليون بونابرت لفرنسا إلى منفاه في سانت هيلينا إحدى الجزر النائية في المحيط الأطلسي والتي ظل بها حتى وفاته عام 1821، وذلك في 8 أغسطس عام 1815، والتي ظل فيها حتى مات ودفن فيها، قبل أن يتم نقل رفاته إلى باريس إلا في عام 1840.
وكان نابليون قد هرب من منفاه الأول، بعد أقل من سنة، وعاد منه ليتربع على عرش فرنسا، وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق، لكنهم هزموه شر هزيمة في معركة واترلو خلال شهر يونيو من عام 1815م استسلم بونابرت بعد ذلك للبريطانيين، الذين نفوه إلى جزيرة القديسة هيلانة، المستعمرة البريطانية، حيث أمضى السنوات الست الأخيرة من حياته.
وقبل هذا المنفى، قضى نابليون بونابرت في جزيرة إلبا نحو 10 أشهر، وكان حوله بعض عساكره الأقدمين، وكان يصل إلى هؤلاء من أقاربهم في فرنسا ما ينبئهم بقرب اليوم المنشود، فكانوا يبلغون ذلك إلى نابليون، فاشتد تفكر نابليون بهذا الأمر وأخذ يدبر للأمر عدته.
ركب نابليون بونابرت زورقا قام به من جزيرة إلبا إلى ناحية بجوار بلدة “كان” على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولندا وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال “ناى” أحد قواد نابليون المشهورين، ذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه “يحيا الإمبراطور” لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وفى منفاه الجديد، تمحور يومه حول تناول وجبات الطعام، وركوب الخير، وكتابة مذكراته، والاستماع للموسيقى في المساء، أو لعب الورق والشطرنج، ومع مرور الوقت أصبح نابليون بائسًا ولا يرغب في لقاء أحد، وأصبح مُنعزلًا وانطوائيًا.
في العام 1817 م بدأت صحة نابليون في التدهور، وكان يزداد ضعفًا ومرضًا يومًا بعد يوم، وظهرت عليه أعراض الإصابة بمرض في المعدة (قرحة المعدة أو السرطان)، ومات في يوم 5 /مايو/ 1821 م عن عُمر يُناهز 51 عامًا،[٦] وتم دفنه في سانت هيلينا متجاوزين رغبته في أن يُدفن على ضفاف نهر السين في فرنسا، وفي العام 1840 م تم نقل جثمانه إلى الكنيسة في فندق Hôtel des Invalides في باريس في فرنسا.