Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

بيمارستانات دمشق في العصر الوسيط


بيمارستانات دمشق في العصر الوسيط

 

وجَّه المسلمون كثيرًا من همِّتهم للبيمارستانات، أو المستشفيات، فشيَّدوها في بغداد، ودمشق، والقاهرة، وغيرها، وكانت أهم الأماكن التي يُدَّرس فيها الطب.

 

وحُبست عليها الأوقاف الدَّارة، ورُتِّب فيها الأطباء الْمَهَرة، والصيادلة، والفراشون، وغيرهم، كما جُهِّزت بالأدوية والأشربة، وبوسائل الرفاهية والراحة والتسلية؛ لتخفف عن المرضى والمقعدين آلام أسقامهم.

 

وكانت البيمارستانات منقسمة إلى قسمين منفصلين؛ أحدهما للذكور، والآخر للإناث، وكل قسم مجهز بما يحتاجه من أطباء، وكحَّالين، وجرَّاحين، وقوام، وصيادلة، وخدم، وفراشين، وعدة ونحو ذلك، وفي كل قسم قاعات فسيحة لمختلف الأمراض؛ قاعة للأمراض الباطنية، وأخرى للجراحة، وثالثة للكحالة، وقاعة للتجبير، كما أن كل قاعة من تلك القاعات منقسمة إلى قاعات فرعية، وهكذا.

 

في سنة 643 للهجرة بنى الأمير الكبير سيف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن أبي الفوارس بن موسك القيمري الكندي بيمارستان الصالحية بدمشق، وبذل فيه أموالًا طائلة، وأوقف له أملاكًا كثيرة من قرى وبساتين وطواحين، وكان مشهورًا بجمال موقعه، وحسن إدارته؛ وممن خدم فيه من الأطباء: إبراهيم بن إسماعيل بن القاسم بن هبة الله بن المقداد القيسي.

 

أما البيمارستان الذي أنشأه السلطان العادل نور الدين محمود أبو الثنا بن زنكي آق سنقر سنة 549 للهجرة بدمشق، فكان صرحًا صحيًّا متكاملًا.

 

وقد وصفه ابن جبير الرحالة الأندلسي المعروف، فقال: “وجرايته في اليوم نحو الخمسة عشر دينارًا، وله قومة بأيديهم الأزمة المحتوية على أسماء المرضى، وعلى النفقات التي يحتاجون إليها في الأدوية والأغذية وغير ذلك.

 

والأطباء يبكرون إليه في كل يوم، ويتفقدون المرضى، ويأمرون بإعداد ما يصلحهم من الأدوية والأغذية، حسبما يليق بكل إنسان منهم.

 

وللمجانين المعتقلين أيضًا ضرب من العلاج، وهم في سلاسل مُوثَقون”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى