“الحرس الأبيض”.. رواية تحولت لمسرحية “أيام آل توربين” وشاهدها ستالين 15 مرة

ثقافة أول اثنين:
تدور أحداث رواية “الحرس الأبيض” في عام 1920 حينما لحقت الهزيمة بقوات الحرس الأبيض نهائيًا بالقوقاز وبدأت السلطة السوفيتية في عمل برامج تثقيف الشعب ولم يكن هناك سوى بولجاكوف ليقوم بهذا الدور بعد أن ترك مهنة الطب نهائيًا.
حقَّق بولجاكوف نجاحًا كبيرًا بعد نشر ملحمته الحرس الأبيض في عام 1923 والتي تحولت إلى إحدى أنجح المسرحيات في التاريخ السوفيتي: أيام آل توربين، والتي شاهدها ستالين بنفسه حوالي خمسة عشر مرة. انخرط بولجاكوف في العمل الأدبي، وكأديب حر وجد نفسه في قبضة الجحيم السوفيتي دون أن يتمكن من السفر إلى الخارج وربما لم يرد هذا.
يقدم لنا بولجاكوف في روايته: الحرس الأبيض، نوعًا فريدًا من الأدب. برع كثير من الأدباء الروس في الوصف، ولكن ما فعله بولجاكوف في عمله هذا يتعدي الوصف كثيرًا. قدَّم لنا رؤية بانورامية للمدينة بشكل تفصيلي فريد، حيث يقدم لنا صورة داخلية وخارجية شديدة الدقة للمكان والشخوص. إن كان آل توربين هم أبطال الرواية من الناحية النظرية، إلا أن المدينة هي البطل الحقيقي.
وإذا كان البعض يعتقد أن رواية “المعلم ومارجريتا” هي من أفضل أعمال بولجاكوف، فإن رواية الحرس الأبيض هي باكورة أعماله التى لا تقل أهمية عن روايته الأخرى بالرغم من أنه كتبها في سن 23 عاما ونشرت في العشرينيات من القرن الماضي وجذبت إليه الأنظار ليصبح أحد أبرز كتاب القرن العشرين الروس إلى جانب شولوخوف وبلاتونوف.
ففي هذه الرواية يصطحب بولجاكوف القارئ ليتعرف على أحداث الحرب الأهلية المأساوية في كييف، والتي حصدت الأخضر واليابس، ولم يكن من الواضح خلالها من يقاتل في صفوف من، بين القوات الألمانية وجماعة القوميين الأوكرانيين وعصابات بتلورا والحرس الأحمر.