سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي

سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
صدر حديثًا رسالة “سُفْرَةُ الزّاد، لِسَفَرَةِ الجِهَاد“، تأليف: العلامة “أبي الثناء شهاب الدين محمود الألوسي”، اعتنى بها: “ذاكر الحنفي“، نشر: “دار النور المبين للنشر والتوزيع“.
وهي رسالة مختصرة في الجهاد وتعريفه وفضائله وبعض أحكامه، كتبها العلامة “شهاب الدين محمود الألوسي” إبان الحروب بين الدولة المسكوفية (روسيا اليوم) والدولة العثمانية، تلك الحرب التي سميت بحرب القرم، وانتهت بتوقيع اتفاقية باريس وهزيمة الروس، واستمرت الحرب من 1853 – 1856 م، وذلك فترة حكم السلطان عبد المجيد الذي نادى بالجهاد ضد الروس، وهب المسلمون لمساندة تلك الدعوة بالسلاح والقلم، وبين فيها “الألوسي” فرضية الجهاد ضد الكفار، وأنه من واجبات المسلمين للدفاع عن ديار الإسلام، ثم شرع في بيان أحكامه وآدابه.
والرسالة مرتبة على مقدمة ومقصد ومتممة، أما المقدمة فعرف فيها “الألوسي” الجهاد لغةً واصطلاحًا، وبين حكمه التكليفي، وبين المستثنين من بعض الأحكام، وحكم الاستعانة بالمشركين في الجهاد، وأما المقصد فذكر فيه ما يتعلق بفضل الجهاد من الأخبار، وكلام العلماء، وفضل ما يتعلق بذلك من الرباط والإنفاق، وأما المتممة ففيها عدة فوائد، تتعلق ببعض سنن الجهاد وأحكامه.
وقد بسط المحقق “ذاكر الحنفي” الكلام في مقدمة التحقيق في تفصيل ملابسات إدباج الرسالة، وبيان تلك الحرب وأسبابها ومقدماتها ونتائجها، كما أجملَ ترجمةً لصاحب هذه الرسالة العلامة شهاب الدين محمود الألوسي.
وللكتاب عدة مخطوطات منها مخطوطة بقسم المخطوطات في مكتبة الحرم المدني برقم خاص (874) ورقم عام (27363)، وأصلها موجود في موقع مخطوطات الأزهر رقم النسخة (333507)، في 18 ورقة كاملة، وورقة الغلاف صفحة واحدة، وفي كل صفحة 26 سطرًا، وفي كل سطر ما بين 12-16 كلمة، وخطها واضح جميل، وقد طبعت تلك النسخة من قبل في العراق في دار السلام ببغداد سنة 1333 هـ.
والمؤلف هو العلامة “شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي” (1217-1270هـ، 1802-1854م).
فقيه ومفسر ومحدث. ولد في بغداد، تلقى العلوم على شيوخ عصره، وكان شديد الحرص على التعلم ذكيًا فطنًا، لا يكاد ينسى شيئًا سمعه، حتى صار إمام عصره بلا منازع. اشتغل بالتأليف والتدريس في سن مبكرة، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فدرس في عدة مدارس، وقُلِّد إفتاء الحنفية سنة 1248هـ، فشرع يدرِّس سائر العلوم في داره الملاصقة لجامع الشيخ عبد الله العاقولي في الرُّصافة، وقد تتلمذ له وأخذ عنه خلقٌ كثير من قاصي البلاد ودانيها. وله حاشية على شرح قطر الندى لابن هشام ألَّفها وعمره لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة.
أخذ الألوسي العلم عن فحول العلماء، منهم والده العلاَّمة، والشيخ خالد النقشبندي، والشيخ على السويدي، والشيخ علي الموصلي، والشيخ يحيى المروزي العمادي، ومحمد بن أحمد التميمي الخليلي المصري.
كما روى عن عبد الرحمن الكزبري، وعبد اللطيف بن حمزة فتح الله البيروتي، والشمس محمد أمين بن عابدين مكاتبةً، واجتمع في إسلامبول بشيخ الإسلام عارف الله بن حكمة الله، وأجاز كل منهما صاحبه، والشمس محمد التميمي الحنفي، وأخذ في العراق عن علاء الدين عليّ الموصلي، وعلي بن محمد سعيد السويدي، وعبد العزيز بن محمد الشواف، والمعمر يحيى المروزي العمادي، والشيخ عبد الفتاح شوَّاف زاده، وغيرهم.
تولى منصب الإفتاء ببلده عام 1248هـ، بموجب الفرمان السلطاني العثماني وبقي فيه حتى سنة 1263هـ.
قام بعدة زيارات علمية إلى الآستانة وغيرها. له عدة كتب قيَّمة، أبرزها تفسيره الكبير “روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني” الذي استغرق تأليفه خمس عشرة سنة، ويُعدُّ هذا التفسير موسوعة كبيرة جمع فيه الألوسي خلاصة علم المتقدمين في التفسير، وقد ذكر فيه بعض إشارات الصوفية في التفسير.
ومن كتبه إلى جانب تفسيره المشهور:
• “نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول” وهو عن رحلته إلى الأستانة.
• “نشوة المدام في العودة إلى دار السلام”.
• “غرائب الاغتراب”.
• “دقائق التفسير”.
• “الخريدة الغيبية”.
• “كشف الطرة عن الغرة”.
• “حاشية قطر الندى”.
• “شرح سلم المنطق”.
• “الفيض الوارد في شرح قصيدة مولانا خالد”.
• “الرسالة اللاهورية”.
• “الأجوبة العراقية”.
• “البرهان في اطاعة السلطان”.
• “الطراز المذهب في شرح قصيدة الباز الأشهب”.
• “شهى النغم في ترجمة شيخ الإسلام وولي النعم”.
• “النفحات القدسية”.
• “حاشية الحنفية على مير أبي فتح”.
• “الفوائد السنية”.
• “رسالة في الجهاد”.
• “المقامات الآلوسية”.
وغيرها كثير من الرسائل والمؤلفات المخطوطة والمطبوعة.
وتوفي الألوسي في ذي القعدة في بغداد ودُفن فيها.