نوح عليه السلام (7)

نوح عليه السلام (7)
أشرتُ في المقال السابق إلى أن بعض الغواة من المعاصرين فسَّر قوله تعالى: ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح: 14] بأنها تدلُّ على صحَّة نظرية (داروين) في التطور والارتقاء، وبيَّنتُ فسادَ مذهب هؤلاء، وسُقت الدليلَ القطعي على تفسير هذه الأطوار في كتاب الله عز وجل، وأشرتُ إلى ما ذكرته كذلك عنها في قصَّة خلق آدم عليه السلام من قصة آدم، وأشرتُ هناك إلى أن جميع المؤمنين بالله ورسله يكفرون بنظرية (داروين) هذه، وإنما يروج لها اليهودُ والماسونيون لزعزعة العقائد وإبطال الشرائع؛ كما جاء النص على ذلك في (بروتوكولات حكماء صهيون).
هذا، وقد بيَّن الله تبارك وتعالى أن نوحًا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يرد خبر صحيح عن سنِّه يوم بعثه الله عز وجل إلى قومه، وقال بعض الناس إنه بُعث وهو ابن خمسين سنة، وبعض الناس يقول: إنه بُعث وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، والله وحدَه يعلم كم كانت سنه وقت بعثته ما دام لم يرد عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم شيء في ذلك.
كما لم يبيِّن الله عز وجل أو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المدةَ التي عاشها نوح عليه السلام بعد الطوفان، ولم يَرِد في حديث صحيح شيء من ذلك، لكن يبيِّن الله تبارك وتعالى أن نوحًا لما استيئَس من قومه بعد أن أعلمه الله عز وجل أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، وأمره الله عز وجل أن يصنع الفُلكَ وبيَّن له أن الكافرين من قومه مغرقون، وأنه لا يبتئس بما كانوا يفعلون، وأشار الله عز وجل إلى سخرية قومه منه وهو يصنع السفينة، وأنه لما حُم القضاء فجَّر الله الأرض عيونًا وفتح أبواب السماء بماء منهمر، فركب نوح والمؤمنون وحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين، وفي ذلك يقول الله عز وجل في سورة (الصافات): ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الصافات: 75 – 82]، وقال في سورة (القمر): ﴿ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 9 – 17]، وقال تعالى في سورة (الحاقة): ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 11، 12]، وقال في سورة الأنبياء: ﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنبياء: 76، 77]، وقال تعالى في سورة المؤمنون: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ * قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾ [المؤمنون: 23 – 30]، وقال في سورة هود: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ * وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [هود: 36 – 41].
والمشهور عند الأمم أن الذين ركبوا في السفينة مع نوح من المؤمنين هم ولده: سام وحام ويافث وزوجاتهم وزوجة يام الذي كان مع الكافرين، وقد حمل نوح في السَّفينة ما شاء الله أن يَحمل من الأزواج، وبعض الناس يُغالي فيقول: حمل كذا وحمل كذا، ويعين ويحدِّد أسماء لم تثبت عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الغرائب العجائب أن بعضهم يقول: لما أركب نوح الأسد في السفينة وأركب الفأر خاف الناس وقالوا: يا نوح إن الفأر يفسد علينا طعامنا، فأوحى الله إلى الأسد أن اعطس فعطس الأسد، فخرجت من منخاره هرة فخاف الفأر واختبأ، وقال الناس: يا نوح، إنا نخاف من الحيوانات المتوحشة فألقى الله عليها الحمى… إلخ.
فهذه حكايات وخرافات لا يثبت مثلها عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وينبغي للمسلمين أن يترفَّعوا عن إيراد مثل هذه الخرافات، ولا ينبغي للإنسان أن يتكلَّم عن الله أو عن رسول من رسله إلا بعلم وبيِّنة، ولا نكون كأهل الكتاب الذين ﴿ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78]، وقد أعدَّ نوح سفينته من الخشب والمسامير، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴾ [القمر: 13]؛ أي: على سفينة مكونة من الخشب والمسامير، فالدسر جمع دسار وهو المسمار، وقد علمهم الله عز وجل أنهم عندما يركبون السفينة يبدؤون بحَمْد الله وشكره؛ حيث يقول الله عز وجل: ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 28]، وقال نوح لهم: ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 41 – 43].
وهذا تنبيه إلى أنَّ قلوب العباد بيَدِ الله لا يملكها نبيٌّ مرسَل ولا ملَك مقرَّب، ولا يُصرفها حيث يشاء إلا الله وحده؛ ولذلك كان من ذرِّية الأنبياء المؤمن والكافر؛ ولذلك يقول الله عز وجل في إبراهيم وإسحاق: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴾ [الصافات: 113]، وقال في نوح وإبراهيم: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 26]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].
وقد استقرَّت سفينة نوح على الجودي بعد أن قيل: ﴿ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ ﴾ [هود: 44]، والجودي عند أكثر أهل العلم جبل، وأنه في الجزيرة بالعراق، وبعضهم يقول: هو في جبال أرارات التي تقع فيما يسمى الآن بالاتحاد السوفيتي: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 45 – 47] وهذا المقام من نوح عليه السلام صدر عن ظنٍّ منه أن قوله: ﴿ احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ﴾ [هود: 40] أن ولده من أهله، فبيَّن الله أنه ليس من أهله؛ لأنه غير صالح، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عمرو بن العاص: ((إن آل أبي – يعني فلانًا – ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين))، وقد فسَّر بعضُ الناس قوله: ﴿ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ [هود: 46] على أنه ولد زنا؛ وهذا خطأ، فإنه لم تزن زوجة نبي قط، مع أنها قد تكفر بالله كزوجة نوح وزوجة لوط؛ ولذلك جاء في القراءة الأخرى: (إنه عمِل غيرَ صالح)، وهي تفسر قوله في القراءة الأولى: ﴿ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46]، وكم من ولد يعقُّ أباه! وكم من رجل صالح يخرج من صلبه ولد فاسد!
وما أجود قول حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه:
أبوك أبٌ حُرٌّ وأمُّك حرَّةٌ
وقد يلِدُ الحرَّان غير نجيبِ
![]() فلا يعجبنَّ الناسُ منك ومنهما
![]() فما خبَث مِن فضةٍ بعجيبِ
![]() |
ولما نبَّه الله عز وجل نوحًا إلى حال ولده الكافر اعتذر نوح إلى الله عز وجل: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [هود: 47، 48]، سلام على نوح في المرسلين.
وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.