Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

نوح عليه السلام (4)


نوح عليه السلام (4)

 

ذكرتُ في ختام المقال السابق أن كون أتباع الأنبياء من الفقراء قد ذكره هرقل عظيم الروم لأبي سفيان رضي الله عنه؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عباس، أنَّ أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في رَكْب من قريش وكانوا تجَّارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: “أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: قلت: أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه منِّي وقرِّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، قال: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذبًا لكذبتُ عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسَب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم”، وساق الحديث إلى أن قال: “فقال للترجمان: قل له: سألتُك عن نسَبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت: رجل يتأسَّى بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرتَ أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتَّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرتَ أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل…”؛ الحديث، وفيه: “فإن كان ما تقول حقًّا فسيملك موضع قدميَّ هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمتُ لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بُصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه، فإذا فيه: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على مَن اتبع الهدى؛ أما بعد، فإنِّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلِمْ تَسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن تولَّيت فإن عليك إثم الأريسيين، ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64].

 

هذا، وقد بيَّن اللهُ تبارك وتعالى في آخر سورة (ص) أنَّ المشركين من قريش الذين ماتوا على الكفر يتحزَّنون يومَ القيامة عندما يدخلون جهنم ولا يرون فيها الفقراء من أمثال صهيب وعمَّار وبلال وجعيل بن سراقة وخباب بن الأرت رضي الله عنهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴾ [ص: 62، 63]، فقد رفع الله تبارك وتعالى الفقراءَ لَمَّا آمنوا وأدخلهم الجنَّةَ، وأدخل الكبراءَ والرؤساء في النار لما ماتوا على الكفر، ولما قالت قريش: ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31]، أي: على غنيٍّ من أغنياء مكة أو من أغنياء الطائف، قال تعالى موبخًا ومبينًا فساد رأيهم حيث يقول: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 32 – 35]، والفقر أو الغِنى ليس معيارًا لمقادير الرجال ومقاييسهم؛ فالمرء لا يقاس بغناه أو بفقره، وقد يكون الرجل غنيًّا وهو لا يساوي في عين الله شيئًا، ولا عند الناس، وقد يكون فقيرًا وهو عند الله عظيم.

 

وقد مرَّ رجل مِن الأغنياء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فسألهم عنه فقالوا: حَرِيٌّ به إن خطبَ أن يُنكح، وإن قال أن يُستمع، وإن شفَع أن يُشفَّع، ثم مرَّ به رجل من فقراء المسلمين وهو جعيل بن سراقة، فقال: ((ما تقولون في هذا؟))، قالوا: حَرِيٌّ به إن خطب ألَّا يُنكح، وإن قال ألا يُستمع، وإن شفع ألا يشفَّع، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الفقير أنه يساوي ملء الأرض من هذا الغني؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث سهل رضي الله عنه قال: مرَّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما تقولون في هذا؟))، قالوا: حَرِيٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمرَّ رجل من فقراء المسلمين فقال: ((ما تقولون في هذا؟))، قالوا: حَرِيٌّ إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال ألا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا – يعني الفقير – خير من ملء الأرض مثل هذا – يعني الغني))، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفقيرَ الصالح خيرًا من ملء الأرض من أغنياء غير صالحين، علمًا أنَّ الغنى الحقيقي ليس عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الغنى عن كثرة العرَض، وإنما الغنى غنى النفس))، على أنَّ الغنى والفقر أعراض تتبدَّل وتتغيَّر؛ فالمال ظِلٌّ زائل وعارية مستردَّة، ولله درُّ الشاعر حيث يقول:

لا تهين الفقير علَّك أن
تركع يومًا والدَّهر قد رفعَه

وقد نبَّه الله تبارك وتعالى إلى سوء فهم مَن يظن أنَّ الغنى يرفع قيمة الرجل في الحقيقة، حيث يقول: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56]؛ ولذلك كان الميزان العدل يوم القيامة أن يرفع الصالحين، ولو كانوا في الدنيا فقراء مستضعفين في أعين الناس، وأن يخفض غير الصالحين ولو كانوا كبراء أغنياء، وفي ذلك يقول عز وجل: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾ [الواقعة: 1 – 3]، فرُبَّ كاسية في الدنيا عارية عند الله يوم القيامة، ويا رُب عارية في الدنيا كاسية عند الله يوم القيامة.

 

وهذه الشُّبهة التي أثارها المستكبرون من قوم نوح قد أثارها المستكبرون مِن قريش، حتى طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعد الفقراء عن مجلسه ليجيئوا إليه، وأنهم لا يرضون أن يجالسوا هؤلاء الفقراء، فقال الله تعالى لرسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 52، 53]، فالمرء بأصغريه: قلبه ولسانه، لا يقاس بماله ولا جماله ولا طوله ولا عرضه؛ وبهذا يتَّضح أن الشبهة الثانية التي أثارها قوم نوح هي شبهة داحضة عاطلة باطلة فاسدة كاسدة.

 

أما الشبهة الثالثة من هذه الشبه فهي أن نوحًا والمؤمنين به لا مزية لهم في الخَلْق على غيرهم، وقد حكى الله تبارك وتعالى هذه الشبهة عنهم في قوله: ﴿ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ ﴾ [هود: 27] علمًا بأن قولهم هذا يرد شبهتهم بدعواهم أنهم أَفْهَمُ مِن الفقراء الذين وصفوهم بأنهم أراذل بادي الرأي؛ لأنهم لم يتميزوا في شيء من خلقتهم على الفقراء، فتركيب أجسام الجميع سواء، وهذه الشبهة بعينها أثارها الكفَّار ضد جميع المرسلين، وهي تنبئ عن عقلية فاسِدة ونظرية مادية ملحدة؛ فهم يريدون أن يتحكَّموا في رحمة الله، وأن يحجروا على فضل الله.

 

وقد بدأ نوح عليه السلام في ردِّ هذه الشبهة وصدر بها الأجوبة الشافية الكافية؛ حيث قال لهم فيما حكى الله عز وجل عنه: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴾ [هود: 28]، فهو يجيبهم بأنَّ النبوَّة رحمة من الله، وهدى من فضله، ولا يملك أحدٌ من خلقه التحكم فيها فيمنحها من يشاء ويمنعها عمَّن يشاء، وخزائن رحمة الله بيده هو لا شريك له؛ ولذلك ردَّ الله تبارك وتعالى في سورة الإسراء على مَن أنكر أن يكون الرسول بشرًا بدعوى أنه لا مزية لبشر على بشر فقال: ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ [الإٍسراء: 100]، وقال تعالى في سورة (ص) مثيرًا لشبهتهم مبطلًا لها حيث يقول: ﴿ أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴾ [ص: 8، 9]، وكأن نوحًا عليه السلام يرد شبهة قومه فيقول لهم: “ماذا أفعل لقلوبكم إذا كانت متحجرة، لا تؤمن بالله ولا تصدق المرسلين، ولا تبحث عن أسباب سعادتها؟ وليست خزائن الله بيدي أتصرف فيها كما أشاء، بل خزائن الله بيده هو جل وعلا، يمنح من يشاء ويمنع من يشاء، فله وحده خزائن السماوات والأرض، كما أنَّ قلوب العباد بيد الله يصرفها كيف يشاء، ولا سلطان لي على قلوبكم ولا سيطرة لي عليها، ثمَّ يبرز نوح عليه السلام حجَّةً قوية في الدلالة على رسالته وصدقه فيما يخبر به فيقول لهم: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ﴾ [هود: 29]؛ أي: أنا لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجرًا، مع أنِّي أدعوكم إلى أسباب سعادتكم في الدنيا والآخرة؛ إذ هو يدعوهم لأقوم المناهج وأحسن أساليب الحياة الطيِّبة؛ مما يجلب لهم عزَّ الدنيا ورضوان الله في الآخرة لو ساروا على المنهج الذي جاء به نوح عليه السلام.

 

ولا شك أنَّ مَن ينتصب للدعوة لإقامة هذا المنهج الراشد الذي يحفظ لهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم دون أن يطلب منهم أجرًا في مقابلة عمله هذا الذي يعود عليهم بكل خير، ويحفظهم من كل شر مع تعرُّضه لتكذيب المكذِّبين، وعناد المعاندين وافتراء المفترين، وأذى السُّفهاء الجاحدين – لا بد من أن يكون صادقًا، ولا شك في أنَّ دعوة جميع الأنبياء والمرسلين تدور في فلك الكليات الخمس، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العرض والنسب، وحفظ العقل، وحفظ المال؛ وهي الأساس المتين للمجتمع المثالي السعيد.

 

وقد دلَّتْ تجاربُ الإنسانية في تاريخها الطويل على أنَّه ما استمسكت أمة بمنهج نبيها إلا عزَّت وسعدت، ولا انحرفت أمَّة عن منهج الأنبياء والمرسلين إلا ذلَّت وهانت، ولو أن جماعة من الجماعات أو أمة من الأمم أرادت أن تضع لنفسها منهجًا يحفظ عليها مصالحها لأنفقت أموالًا جزيلة على (اللجان والهيئات) التي تقوم بوضع المنهج الذي تطلبه والذي قد تقضي في إعداده الأشهر والسنين، ومع ذلك لا بد من أن يكون أبتر قاصرًا، قد يحتاج إلى تعديل وتبديل، وتعديل التعديل، وتبديل التبديل مرات ومرات؛ كما هي الحال في جميع الأنظمة الوضعيَّة التي تتقاصر جملة وتفصيلًا عن منهج الأنبياء والمرسلين؛ لأنَّ المناهج الإلهية يضعها العليمُ الخبير؛ لذلك تتَّسِم بالكَمال والشُّمول لمصالح الدنيا والآخرة والغيب والشهادة ممَّا لا مجال فيه البتة للنَّظريات الوضعية والمناهج الأرضية التي لا بقاء لها ولا شمول.

 

وإلى فصل قادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى