Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

الثقافة والإيمان.. “ركن الفتوى” بمعرض الكتاب وأسئلة البحث عن الحقيقة

ثقافة أول اثنين:


يشهد ركن الفتوى بجناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، إقبالًا ملحوظًا، خاصة من الشباب والفتيات، الذين يتوافدون لطرح أسئلتهم الدينية والحياتية على وعاظ الأزهر وواعظاته.


وتنوعت الأسئلة في ركن الفتوى بين القضايا الفكرية التي تشغل بال الشباب، والمسائل المتعلقة بالمعاملات المالية والمشكلات الأسرية، مما يعكس اهتمام الجمهور بربط الدين بجوانب حياتهم اليومية.


يثير هذا المشهد تساؤلات حول ما إذا كان هذا الإقبال يعكس انشغال الناس بالدين كمكون أساسي من مكونات الشخصية المصرية، وهو ما يعزز من الصورة النمطية بارتباط المصريين بالدين منذ العصور القديمة، أم أنه يأتي في إطار بحث الأفراد عن إجابات شرعية معتدلة تساعدهم على مواجهة تحديات الواقع والابتعاد عن الفتوى المتطرفة.


 


وبينما يرى بعض الباحثين أن مثل هذا التوجه يعكس رغبة المجتمع في إيجاد حلول دينية وسطية، بعيدًا عن الفتاوى المتشددة، يرى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بقوله إن وجود ركن الفتوى يهدف إلى توفير إجابات صحيحة من مختصين، ومنع انتشار الفتاوى المتطرفة.


 


يمكن فهم هذه الظاهرة في ضوء الرؤية التي طرحها يحيى حقي في روايته قنديل أم هاشم، حيث قدم إسماعيل، بطل الرواية، نموذجًا للصراع بين العلم الحديث والإيمان التقليدي، واجه إسماعيل أزمة بين التفسير العلمي للأمراض والإيمان الشعبي بقوة البركة، قبل أن يصل إلى قناعة بأن العلم والدين ليسا متناقضين، بل يكملان بعضهما البعض.


 


يتشابه ذلك مع واقع اليوم، حيث يبحث الناس عن توازن بين الدين والعلم فى تفسير مشكلاتهم واتخاذ قراراتهم، وهو ما يفسر لجوءهم إلى ركن الفتوى، ليس بدافع الخضوع لسلطة الدين، لكن بحثًا عن رؤية متزنة تجمع بين الإيمان والفكر العقلاني.


 


يمكن اعتبار الإقبال الكبير على جناح الأزهر في معرض الكتاب جزءًا من تحول اجتماعي مستمر، حيث لم يعد الدين منعزلًا عن قضايا المجتمع، بل أصبح حاضرًا في النقاشات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل هذا التوجه يعكس حاجة حقيقية إلى الدين كمرجع حياتي، أم أنه نتاج بيئة ثقافية واجتماعية تعزز حضور المؤسسات الدينية في المجال العام؟


 


في النهاية، سواء كان هذا الإقبال مؤشرًا على حاجة الإنسان المستمرة إلى الإيمان أو على تداخل الدين مع الحياة الحديثة، فإنه يعكس واقعًا لا يمكن تجاهله: البحث عن إجابات تجمع بين العقل والروح، بين العلم والإيمان، وبين الحداثة والتقاليد تمامًا كما سعى إسماعيل في قنديل أم هاشم للوصول إلى توازن بين الاثنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى